recent
مستجدات

المالكي: الذكاء الاصطناعي يمكن أن يوفر العديد من المزايا في المجال التعليمي


أكد رئيس المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، الحبيب المالكي، اليوم الثلاثاء 12 دجنبر 2023 بالرباط، على أهمية التقنيات الجديدة للذكاء الاصطناعي كأداة توفر فرصا غير مسبوقة لتحسين التعلم وتحول المدرسة والمجتمع والمنظومة التربوية بالمملكة.


وأوضح المالكي، في كلمته الافتتاحية خلال أشغال الندوة الدولية التي نظمها المجلس لتسليط الضوء على الذكاء الاصطناعي وأثره على قطاع التربية والتكوين، أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يوفر العديد من المزايا في المجال التعليمي مشيرا إلى أن أنظمته تُمكن من تحليل البيانات الخاصة بكل طالب وسلوكه وأدائه لإجراء التعديلات اللازمة على تعلمه في ما يتعلق بالمحتوى أو الأساليب أو وتيرة الدروس التي يراد تلقينها. كما تسمح هذه الإمكانية للطالب، وفق المالكي، بالتقدم بالسرعة التي تناسبه مع توفير مراقبة شخصية لتعلمه.


تحسين البرامج التعليمية


وفي نظر رئيس المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي يمكن أن تساعد أنظمة الذكاء الاصطناعي في القيام بالأشغال المتكررة ذات الطبيعة البيداغوجية أو الإدارية المحضة والتي يتعين إنجازها في وقت محدد. كما يمكن لهذه التقنيات أيضا أن تساهم في تحسين البرامج التعليمية لأنها تتيح فحص كميات كبيرة من البيانات لتحديد الاتجاهات والصعوبات والفجوات في أنظمة التعلم وذلك قصد إجراء التعديلات اللازمة.


وأكد المالكي أن هذه الأنظمة يمكن كذلك أن تساهم في تطوير الأدوات المستخدمة في التعليم عبر الإنترنت والتي باستطاعتها توفير المراقبة والمساعدة الفورية للمتعلمين مع دعمهم في مسار التعلمات الخاصة بهم، فضلا عن المساعدة في تحسين إمكانيات الولوج والإدماج في مجال التعليم من خلال التقنيات المتطورة لتلبية الاحتياجات الخاصة للمتعلمين.


ويرى الحبيب المالكي أن الذكاء الاصطناعي مهم لتغيير نظام التعليم، وأن التطبيقات الملائمة لهذه التكنولوجيات المتجددة في مجال الذكاء الاصطناعي تمهد لبزوغ مدرسة أكثر تكيفا مع التحولات الجارية، لكن، يقول مستدركا، "يتعين رغم ذلك الالتزام ببعض الضوابط الاحترازية لتأمين الاستخدام المتوازن لتقنيات الذكاء الاصطناعي من أجل تجنب المخاطر المتعلقة بشكل خاص بأمن النظام وسرية البيانات والاعتماد المفرط على التكنولوجيا".


مخاطر جديدة


وفي هذا الإطار، أكد رئيس المجلس أن التطور المذهل لتقنيات الذكاء الاصطناعي والتقدم التكنولوجي ونشرها في جميع مجالات النشاط البشري لا يخلو من مخاطر قد تطال التطبيقات المختلفة للتكنولوجيات الجديدة في عدة ميادين والتي يتحتم استشرافها لتجنب أثرها، مشيرا إلى أن فقدان التحكم في الأنظمة الناتجة عن الذكاء الاصطناعي يحتل مركز الصدارة من بين المخاطر الرئيسية الأكثر تداولا عند المحللين في هذا المجال.


كما أن الأخطاء المحتملة في تركيب البرمجيات وتصميم الخوارزميات وحتى في تقدير ردود الفعل غير المتوقعة، يقول المالكي، "يمكن أن تشكل تهديدات حقيقية ذات عواقب وخيمة على أمن الأنظمة القائمة"، مضيفا أنه "في حالة انعدام آليات الترقب أو التحكم، لا يمكننا مسبقا استبعاد السيناريوهات التي يتم فيها استخدام التطورات السلبية في الذكاء الاصطناعي لأغراض زعزعة الاستقرار من خلال تعطيب الأنظمة التكنولوجية وتخريب الآليات المرتبطة بها".


كما يرى المالكي أن الاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي يعرض المجتمع لمخاطر جديدة يمكن أن تؤثر على البنية التحتية الحيوية وشبكات الكمبيوتر وعلى الآليات ذاتية القيادة، "مما يحتم تعزيز الأنظمة الأمنية وترسيخ بروتوكولات الوقاية".


سرية المعطيات


من جهة أخرى، تطرق رئيس المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي إلى مخاطر أخرى ناجمة عن تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي، والمتمثلة خصوصا في الصعوبات الخاصة بالمحافظة على سرية المعطيات، لافتا إلى أن "الكمية الكبيرة من البيانات التي تجمعها أنظمة الذكاء الاصطناعي للتعلم أو اتخاذ القرار تثير تساؤلات عدة حول حساسية المعلومات المستخدمة وطرق حمايتها".


وأكد، في هذا الصدد، أن احتمال تسريب البيانات المتوفرة أو استخدامها لغير الأغراض التي أحدثت من أجلها قد تترتب عنه عواقب سيئة سواء على المجتمع ككل أو على فئات اجتماعية بعينها أو حتى على الحياة الخاصة للأفراد.


ودعا المالكي، في كلمته، إلى مواجهة هذه المخاطر وتقييم انعكاساتها المحتملة وفق مقاربة استباقية من أجل التمكن من الحد من آثارها بأنسب الطرق وأكثرها فاعلية.


كما شدد على أهمية إعطاء الأولوية القصوى لاعتماد منظومة أخلاقية متكاملة وآليات مراقبة مناسبة للإشراف على جميع أنشطة التطوير في مجال الذكاء الاصطناعي، "وذلك من أجل ضمان المساهمة الإيجابية لهذه التقنيات الجديدة في التنمية البشرية دون المساس بضرورات الأمن وبالثوابت الأخلاقية للمجتمع، المتمثلة أساسا في الحرية والمساواة والعدالة والتضامن بين الأفراد والفئات الاجتماعية".


يشار إلى أن الندوة، المنعقدة على مدى يومين، يشارك فيها ثلة من الخبراء والممارسين والباحثين على الصعيدين الوطني والدولي، لإغناء النقاش حول تحديات وفرص ومستقبل السياسات العمومية المتعلقة بالتربية في زمن الذكاء الاصطناعي، وذلك بهدف تعميق إدراك المفاهيم الأساسية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، والتغيرات الاجتماعية التي قد تترتب عن هذه التكنولوجيا، وكذا تسليط الضوء على أثر الذكاء الاصطناعي على ميادين التربية والتكوين والبحث العلمي.


المالكي: الذكاء الاصطناعي يمكن أن يوفر العديد من المزايا في المجال التعليمي
دفاترتربوية

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent