recent
مستجدات

ماذا لو قدم لك تلميذك هدية أو شيئا من لُمْجته؟

ماذا لو قدم لك تلميذك هدية أو شيئا من لُمْجته؟
ماذا لو قدم لك تلميذك هدية أو شيئا من لُمْجته؟


في فترة الاستراحة أو في لحظة معينة.. داخل القسم قد يعطيك تلميذك/ تلميذتك شيئا من لمجته، أو وجبته، وقد يأتيك بشيء من منتوج فلاحي ما..
كيف ستتعامل مع هذه الوضعية؟

إضاءة:
-   لنتفق في البداية على أن الموقف يحدث للزملاء والزميلات أثناء القيام بمهامهم، وأن إقبال المتعلم على تقديم جزء من وجبته أو شيء من المحصول الفلاحي "هدية" أو صينية أكل(..)، دليل على محبة وتقدير للأستاذ.

-    يجب ألا ننسى أن إكرام المعلم "التسمية الجميلة والرائعة" جزء من قيم مجتمع كان، وإن قَلَت الظاهرة لاعتبارات ليس هذا مقام الخوض فيها، وما يزال سواده الأعظم ينظر نظرة تقدير للأستاذ..

-   يكثر هذا الأمر في العالم القروي خصوصا في التعليم الابتدائي ( نتذكر كيف يلتقي بك التلميذ  في مدخل المدرسة..يُقَبِلك ويعانقك كأبيه أو أمه بل وقد يرغب في حمل محفظتك.. )، ثم في المستويات الأولى للثانوي الإعدادي، و تقل في الثانوي التأهيلي.

-    إن التلميذ(ة) الذي يُقْدم في الغالب على هذا الأمر يكون على علاقة جيدة بالأستاذ والمادة التي يدرسها، بل هي دليل حب وتقدير للأستاذ الذي نجح في كسب قلب المتعلم.

-   يختلف التعاطي مع اللحظة من أستاذ إلى آخر، حسب التجربة والنفسية والسياق، لكن يفترض في الأستاذ، خصوصا الذي هو في بداية مشواره المهني، الاستعداد للأمر وأخذ الأمر بالجدية الكافية، والتزود بكل السيناريوهات الممكنة تفاديا للحرج أو إحراج المتعلم..خصوصا وأن قصد الإرشاء لا يكون مطروحا بالنسبة للمتعلم، بقدر ما هو علامة وُد للأستاذ، ورغبة في الاقتراب منه، و"وتقويم" بريء له، واعتراف بقدرته على اختراق القلوب واحتوائها.. دون أن ننسى، في مشهد مماثل، معنى أن يُهديك التلميذ وردة أو قصة أو رسما شخصيا لك في نهاية السنة، أو يهتفون باسمك في حفلة نهاية السنة أمام زملائك الذين، ربما، سيجتاح بعضهم شعور "غريب"..

-   يكون تقديم "الهدية" في مسرحين: إما بعيدا عن التلاميذ -وهو الأكثر  حدوثا- أو أمام التلاميذ..وفي كلتا الحالتين يفترض التفاعل بتلقائية وبعفوية مدروسة لأن كسب القلوب أولى، ما دامت العملية التعليمية مبنية على التواصل والمحبة والاحترام المتبادل، خصوصا وأن المتعلم قد لا يكرر العملية مرة أخرى..

-   أرى، في تقديري المتواضع، ألا يتم الرفض الجاف لما يتم تقديمه لك..مثلا خذ جزءا بسيطا منه وضعه في فمك -على أساس عدم الإكثار من هذا الأمر لاحقا- واشكره على نبل الأخلاق وعلى حس التقاسم والتَرْبِيتَ على كتفه، وأن تفيد ملامح وجهك معنى الشكر والفرح ولا بأس من التنويه بأهمية التقاسم بين التلاميذ والمحبة بينهم، ولم لا استدعاء كفايات درسوها في مكون ما أو مادة أخرى..المهم أن يبدو الأمر طبيعيا، مادامت كل المواقف قابلة للاستثمار ويمكن أن تتحول إلى مناسبة للتذكير بالقيم والأخلاق الحميدة.

-   بقي أن أشير إلى أمر ذي علاقة، هو تعود بعض الزملاء الذين يُدَرسون في الابتدائي في العالم القروي، على الصينيات الشاي والقهوة إلخ، مع أن هذه الظاهرة لم تعد موجودة كما كانت،  وفي العادة  تقدمه أسر  المتعلمين للأساتذة، في سياق من السياقات أو لسبب من الأسباب، يجب الحد منه بكل لباقة ولياقة  لما له من أثر في العدل بين المتعلمين داخل الفصل..دون إغفال عين التلاميذ التي تلاحظ مثل هذه الأمور..
كسب القلوب أولا..

 الاستاذ سعيد الشقروني
ماذا لو قدم لك تلميذك هدية أو شيئا من لُمْجته؟
دفاترتربوية

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent