هل تعاقب الأسرة التعليمية مرشحي "البيجيدي" في الانتخابات التشريعية؟
مكرسة خيار “التصويت العقابي” ضد الذراع النقابي لحزب العدالة والتنمية الذي يترأس الحكومة لولايتين متتاليتين، وكان يستقطب كتلة ناخبة كبيرة من صفوف أسرة التعليم، كشفت الانتخابات المهنية الأخيرة بعض ملامح توجهات هذه الأخيرة في الانتخابات الجماعية والتشريعية المقبلة.
وتكبدت نقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، التابعة لحزب العدالة والتنمية، خسائر فادحة في قطاعات اجتماعية حساسة كانت بالأمس القريب حاضرة فيها بقوة، لتقوي بذلك مركزيات أخرى مواقعها ويتراجع حضور “الإسلاميين”، مع تعالي الدعوات النقابية إلى التصويت العقابي ضد “الحزب الحاكم” تشريعيا وجماعيا.
وشكل تواجد حزب العدالة والتنمية في الحكومة لعشر سنوات حجر عثرة أمام حضور نقابته على المستوى الاجتماعي، كما أن تراكم ملفات ثقيلة ضمن قطاع التربية الوطنية، جعل الشغيلة التعليمية غاضبة من سياسة عقد من تدبير الشأن العام.
العقاب المنتظر
عبد الرزاق الإدريسي، الكاتب العام الوطني للجامعة الوطنية للتعليم (التوجه الديمقراطي)، اعتبر أن قرارات الحكومتين الماضيتين ستكون مؤثرة في نتائج الانتخابات الجماعية والتشريعية المقبلة، مؤكدا أن شغيلة التعليم سيكون لها دخل في ذلك، خصوصا بعد ضرب قطاعات اجتماعية حساسة.
وقال الإدريسي، في تصريح لهسبريس، إن الأمر لا يتعلق بحزب واحد، بل بالأحزاب التي مارست تدبير الشأن الحكومي، مذكرا بموقفها من حراك الريف واتهامه بالانفصال، وموقفها من صندوق التقاعد، ثم سياسة التعاقد في التعليم والاقتطاعات من الأجور.
وأوضح القيادي النقابي أن “الشغيلة لمست التراجع، وبالتالي صوتها سيكون عقابيا”، مشيرا إلى “غياب أي نقطة إيجابية في العمل الحكومي في قطاع التعليم؛ فاتفاق 25 أبريل بدوره لم يحمل سوى مضامين مهينة لنساء ورجال هذه المهنة”.
استيعاب الشغيلة
عبد الغني الراقي، الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم التابعة للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، سجل أن الشغيلة استوعبت الدرس جيدا، لكن الانتخابات المهنية مؤشر غير حاسم بسبب معطيات التسجيل في اللوائح، والإحساس بغياب منفعة الصوت التشريعي.
وقال الراقي، في تصريح لهسبريس، إن “شغيلة التعليم عاقبت نقابة معينة لارتباطها بحزب سياسي”، مؤكدا أن “هذا التوجه سيظل قائما في الانتخابات الجماعية والتشريعية كذلك، خصوصا بعد أداء نقابة الحزب الثمن غاليا في الانتخابات المهنية”.
وأوضح القيادي النقابي بالكونفدرالية الديمقراطية للشغل أن “هذا المعطى ليس منحصرا على نقابة البيجيدي فقط، فقد سبق أن عاشته الفيدرالية الديمقراطية للشغل مع حزب الاتحاد الاشتراكي ومازالت تؤدي الثمن إلى غاية اليوم في ظل استمرار أداء الحزب بالشكل الحالي”.
هسبريس
تعليقات
إرسال تعليق