علماء مغاربة أبهروا العالم و حققوا إنجازات ريادية في مجال البحث العلمي
العلماء المغاربة هم نتاج حضارة البلاد وثقافتها وعمقها الافريقي و انفتاحها الأوروبي، كلها عوامل تجعل منه قطبا للجذب و التواصل،وكل الثقافات التي تأثروا بها سواء الأمازيغية و الإسلامية و الأوروبية لابد أن تنصهر وتخلق منهم علماء متميزين و يحظون باحترام العالم، رغم كل الصعوبات الاجتماعية و الرتب المتدنية التي يعيشها التعليم والجامعة المغربية.
رغم ذلك هناك بصيص أمل تشكله عقول علمية أثبتت جدارتها واستحقت لقب علماء مغاربة فوجدت لها مكانا في الاوساط العالمية و أصبحت قصص نجاح تستحق أن تدرس للمغاربة ولكل من ينشد النجاح،و توضع في مكانتها اللائقة كعلماء مغاربة اثبتوا جدارتهم العلمية وقدرتهم على الاسهام في البحث العلمي و تحقيق اختراعات و اكتشافات تسهم في الرقي بالبشرية و انقاذ وجودهها الذي تهدده الامراض و الكوارث و الحروب.
هذه الفئة من العقول الذكية تعمل في أعرق الجامعات و مراكز الأبحاث العلمية بل بعضها يدير فرق علمية أجنبية و تمنح لمراكز أبحاثه ملايين الدولارات.
وينتظر من هؤلاء العلماء المغاربة أن يعودوا إلى وطنهم بكل هذه الخبرات التي راكموها ، كما ينتظر من الحكومة المغربية أن ترفع من منح البحث العلمي و تخرجها من دائرة الشح إنتصارا للعلم والمعرفة و تأسيسا للأجيال القادمة.
6 علماء مغاربة
1- رشيد اليزمي
عالم ومخترع مغربي في مجال الفيزياء. ولد في مدينة فاس وتابع دراسته العليا في فرنسا، وهناك قضى أزيد من 10 سنوات حصل خلالها على الدكتوراه واشتغل في معهد البحث العلمي، ومن فرنسا تنقل إلى اليابان حيث قضى خمس سنوات، ثم إلى الولايات المتحدة الأميركية وتحديدا كاليفورنيا، حيث اشتغل في معهد “الناسا” 10 سنوات، قبل أن يلتحق بالعمل في المعهد الوطني للطاقة في سنغافورة.
يتوفر اليزمي على عشرات براءات اختراع وتعتبر بطارية “الليثيوم”، التي تستعمل في الهواتف والحواسيب، أهم وأشهر اختراع له، والذي حصل بفضله على عديد الجوائز والتكريمات، منها جائزة “الأكاديمية الوطنية للمهندسين” الأميركية.
2ـ كوثر حافظي
في شهر يناير الماضي، كشف الموقع الرسمي لمختبر “أرغون” الوطني، التابع لوزارة الطاقة الأميركية، عن تعيين عالمة الفيزياء النووية التجريبية، كوثر حافظي، مديرة لقسم الفيزياء في المختبر.
وجاء في خبر تعيين حافيظي، الذي نشره الموقع الرسمي للمختبر الأميركي، أن العالمة المغربية تتوفر على تجربة 17 سنة من البحوث في أميركا وأوروبا، مشيرا إلى أنها ألّفت أزيد من 140 منشورا، كما قدمت عشرات المداخلات والمحاضرات في تظاهرات دولية احتضنتها جامعات ومختبرات عدة.
وقد قادت حافيظي عديد المشاريع العلمية الكبيرة في المختبر، الذي يجري بحوثا علمية في عديد التخصصات.
3ـ كمال الودغيري
مهندس اتصالات وعالم فضاء في وكالة “ناسا” الأميركية. تفوقه الدراسي جعله يسافر في أواسط ثمانينيات القرن الماضي إلى الولايات المتحدة الأميركية، حيث تابع دراسته.
أشرف الودغيري على عدد من العمليات الناجحة في الوكالة، من بينها عملية هبوط المركبتين “سبيريت” و”أوبورتيونيتي” على سطح المريخ، كما كان ضمن الفريق العلمي، الذي أشرف قبل نحو خمس سنوات على عملية هبوط العربة الآلية “كيريوزيتي” على سطح المريخ، وكانت مهمته حينها متابعة الإشارات التي تصدرها الآلية أثناء نزولها.
4ـ رجاء الشرقاوي
باحثة في مجال الفيزياء النووية. اختيرت قبل سنتين من طرف منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “اليونيسكو” للحصول على جائزة “لوريال” للعلوم، نظير “مساهمتها القيّمة في أحد الاكتشافات الكبرى في مجال الفيزياء المتعلق بالتدليل على وجود جسيم ‘هيغز بوسون’ المسؤول عن تكوين الكتلة في الكون”، يقول بيان المنظمة الصادر بالمناسبة.
أستاذة الطاقة العالية والفيزياء النووية في جامعة محمد الخامس “أكدال” في الرباط، اختيرت من طرف المنظمة الأممية عن مجموع القارة الأفريقية والدول العربية لتكون واحدة من خمس سيدات متميزات جرى تكريمهن سنة 2015 نظير اكتشافها، وقد وصفها بلاغ للمنظمة بـ “مناضلة البحث”، لأنها تخصص حيزا مهما من وقتها لتطوير مستوى البحث العلمي في المغرب.
5ـ عدنان الرمال
رُشح أستاذ علوم الأحياء، عدنان الرمال، أخيرا، للفوز بجائزة المبتكر الأوروبي، التي يشرف عليها المكتب الأوروبي للبراءات.
ويأتي ترشيح الرمال لتلك الجائزة نظير تطويره طريقة جديدة لتحسين مفعول المضادات الحيوية، إذ نجح في ابتكار عقار باستعمال الزيوت الطبيعية يعمل على مكافحة الميكروبات المقاومة للمضادات الحيوية، وهو الابتكار الذي يأتي تتويجا لسنوات طويلة من البحث.
البروفسور الرمال حاصل على دكتوراه في علم الأدوية الجزيئي من جامعة باريس، ويعمل أستاذا باحثا في جامعة سيدي محمد بن عبد الله في فاس.
6ـ مريم شديد
ولعها بالنجوم والمجرات جعلها تقرر، وهي طفلة صغيرة، متابعة دراستها في مجال الفلك، ولأن تحقيق ذلك الحلم لم يكن متاحا في المغرب فقد توجهت في بداية تسعينيات القرن الماضي إلى فرنسا، هناك حصلت على الدكتوراه في علم الفلك، واشتغلت مهندسة في المركز الوطني للأبحاث العلمية الفرنسية.
في سنة 2005 وقع الاختيار على شديد لتكون ضمن الفريق الذي يشتغل على مشروع تنمية مستقبل القطب الجنوبي، وقد كانت شديد أول عالمة فلكية مغربية وعربية تطأ قدماها القطب الجنوبي، حيث رفعت العلم المغربي إلى جانب أعلام الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وأستراليا.
محمد كادو-نون بريس