recent
مستجدات

حادثة أستاذ خريبكة: دروس وعبر

حادثة أستاذ خريبكة: دروس وعبر


حادثة أستاذ خريبكة: دروس وعبر
رضوان بنوار

تابعنا جميعا ردود الأفعال المتباينة حول الحدث الأخير المتعلق بتعنيف أستاذ لتلميذته بخريبكة والذي أسال الكثير من المداد وأثار عديد النقاشات.
وعموما، فقد انقسم المغاربة والمتتبعين لهذا الحدث إلى ثلاثة فرق:

ـ الفريق الأول صبَّ جام غضبه على الأستاذ لعويبي الذي بلغ من الكبر عُتيا واشتعل رأسه شيبا؛ ورأى هذا الصنف من الناس أن الأستاذ أخطأ حُيال تلميذته التي تدرس بالسنة الثالثة إعدادي وتلفظ بكلام نابي ينبو السمع له، وقدّم صورة سيئة للمدرس الذي كاد أن يكون رسولا من منظور أحمد شوقي . ونسوق ضمن هذا الصنف مثالا لصِحافي مغربي يقدم أحد البرامج الحوارية بالقناة المغربية الأولى، الصحافي- الذي ينبغي أن يلتزم بالحيادية- هاجم وبلهجة حادة رجال ونساء التعليم بل والمجتمع المغربي قاطبة؛ حيث وصفه بالمجتمع المريض لا لشيء إلا أنّه تضامن مع الأستاذ بعدما تبين له الحق . وهذا يجرّنا إلى الحديث عن الفريق الثاني.
ـ الفريق الثاني: بعد خروج مجموعة من التلاميذ بتصريحات للصحافة الوطنية ومواقع التواصل الاجتماعي والتي تذهب جلّها إلى كون التلميذة أخطأت في حقّ أستاذها وكان دائمة الشغب ومثيرة للضجيج داخل حجرة الدرس، حيث تعمدُ إلى رشق مُربيها بوابل من الطبشور وتردّد كوكتيل من الأغاني داخل نفس الحجرة بعد كلّ هذا تضامن المجتمع المغربي بكل تلاوينه مع الأستاذ ورأوا أن فَعلته كان مُبرّرة وردة فعلٍ ليس إلا.

ـ الفريق الثالث: حمّل المسؤولية لكلا الطرفين؛ الأستاذ باعتباره مربي الأجيال وعليه إذن أن يكون حكيما في تعامله مع النشْء وفي امتصاص الشغب ووضع حل للسلوكات الشاذة وبالتالي التدرّج في العقاب بما يخدم مصلحة التلميذ والأستاذ والمنظومة التعليمية ككل . ولم تَسلم التلميذة كذلك من الانتقادات، حيث إن الأستاذ يبقى بمثابة المربي والأب بالنسبة للمتعلّمين ومن تم وجب احترامه ورفعِ القبعة عوض التبخيس من عمله واستدراجه إلى الانفعال والغضب.

وبين مهاجمِ للأستاذ و ومنتقدٍ للتلميذة والمزاوج بين الرأيين تعليم في كل البلدان هو قطاع حسّاس وبفضل التعليم والتربية تتقدم الأمم والحضارات لذلك لم يخطئ المنجرة رحمه الله حينما قال إذا أردت أن تهدم أمّةٍ فعليك بالتعليم . وعليه، الارتقاء بالتعليم مسؤلية ملقاةٌ على عاتق الجميع ولا خير في أمةٍ يُهان معلّما الذي دنا في وقت من الأوقات من منزلة الرسل والأنبياء.
حادثة أستاذ خريبكة: دروس وعبر
دفاترتربوية

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent